الجودة التكنولوجية والتصنيعية للقمح المصاب بثاقبة الحبوب الصغرى
إعداد: م. المثنى سفان
مهندس زراعي سوري ولد في محافظة دير الزور، ودرسَ الهندسة الزراعية وحاز على درجة الماجستير في الهندسة الزراعية في كيمياء زيت الزيتون، قسم علوم الأغذية من كلية الزراعة بجامعة الفرات، عمل محاضراً في جامعة الفرات، ورئيساً لقسم التحليل الكيميائي في مخبر التموين التابع لوزارة التجارة والاقتصاد، خبير زراعي لدى بعض المنظمات المحلية العاملة في الشأن السوري.
تحميل الملف
الجودة التكنولوجية والتصنيعية للقمح المصاب بثاقبة الحبوب الصغرى
RHYZOPERTHA DOMINICA. F
المحتويات
مقدمة
وصف الحشرة البالغة
دراسات سابقة
القدرة على الإصابة
نسبة الإنبات
نسبة الغلوتين
نسبة اللزوجة
الصفات الحسيّة
الخاتمة
المراجع
مقدمة/Introduction:
يُمثّل القمح واحداً من أكثر المواد الغذائية أهميةً وانتشاراً على النّطاق المحلى والعالمي بالنسبة للإنسان، ونظراً لحرص الكثير من دول العالم على توفير الخبز لمواطنيها فإنها تقوم بتأمين كميات كبيرة من القمح اللازم لتلك الصناعة سواءً من إنتاجها المحلى الزراعي أو عن طريق استيراده من دول أخرى، بل وتحتفظ تلك الدول بكميات كبيرة من القمح لفترة من الزمن قد تمتد لعدة شهور ليكون بمثابة المخزون الاستراتيجي الذي يُجنّبها ويلات الأزمات.
إنّ معظم دول العالم النّامي يتم فيها تخزين أغلب كميات القمح أو الحبوب بشكل عام في مخازن مفتوحة أو غير محميّة بشكل جيد وتحت ظروف التخزين هذه فإنّ القمح أو الحبوب تكونُ عرضةً للإصابة بالعوامل الحيوية المختلفة وبخاصة الحشرات.
حيث تُصاب الحبوب بمختلف أنواع الأفات، لكن بحثنا هذا سيقتصر على إحدى الأفات الرئيسية (ثاقبة الحبوب الصغرى) التي تصيب الحبوب وخاصة القمح، فتقوم بنخر حبّاتها والتغذية على مكوناتها، مما يؤثر هذا الأمر على العمليات التصنيعية للدقيق الناتج عن هذه الحبوب المصابة، وبالتالي تُصبح هذه الحبوب غير صالحة للاستهلاك البشري حسب التصنيف العالمي بسبب ما تفرزه هذه الآفات من مواد ضارة تؤثّر على الصحة العامة.
تُعتبر حشرة ثاقبة الحبوب الصغرى (Rhyzopertha dominica) والتي تتبع العائلة Bostrichidae واحدة من أهم الأفات الرئيسيّة وهي عالمية الانتشار، تُصيب أنواع مختلفة من الحبوب خاصة حبوب القمح وتُحدث فيها خسائر كبيرة، لأن هذه الأفة تمتلك فكوك قويّة تحفُر في الحبوب الصلبة وتُدخل يرقاتها داخلها وتتغذى على محتوياتها ولا تبقي منها سوى القشور كما أنّها تستهلك أكثر مما تحتاج إليه في غذائها علاوة على قدرتها على ثقب الحبوب الأكثر جفافاً والتي لا يمكن للحشرات الأخرى ثقبها والتغذي على محتوياتها.
الكلمات المفتاحية: ثاقبة الحبوب الصغرى، الصفات الريولوجية، جهاز الأميلوغراف، أصناف القمح.
وصف الحشرة البالغة:
يبلغ طولها نحو 2.5 مم ، شكلها أسطواني رفيع ولونها بني قاتم أو أسود مع احمرار بسيط على سطحها الظهري.
دورة حياتها
تضع الأنثى بيوضها بين الحبوب إما بشكل فرادى أو في مجاميع، ويبلغ ما تضعه الأنثى الواحدة نحو 500 بيضة.
يفقس البيض بعد نحو أسبوعين تحت ظروف الحرارة العادية 23 – 38 ْم، وتخرج منها اليرقات التي تهاجم الحبوب المصابة بالحشرات، تدخل اليرقات هذه الحبوب وتتغذى على محتوياتها الداخلية، وتتحول إلى عذارى داخل الحبوب المصابة أو بينها، تبلغ مدة الجيل نحو شهر واحد في فصل الصيف.
-ثاقبة الحبوب الصغرى واحدة من ثلاثة أنواع تنتمي لعائلة Bostrichidae وهي الأكثر خطورةً على الحبوب المخزونة التي تتميز بسلوكٍ خاص في انجذابها إلى مصدر الرائحة من الحبوب المختلفة الأنواع كالقمح والرز والذرة.
-ثاقبة الحبوب الصغرى أو ما يُعرف بـ Rhyzopertha Dominica F.) هي آفة أولية (تُصيب الحبوب السليمة غير المكسورة)) خطيرة للغاية وضارة للحبوب المخزونة، ومن حيث الأهمية الاقتصادية فهي تأتي بالمرتبة الثانية بعد حشرة سوسة القمح أو ما يُعرف بـ (Sitophilus granarius F).
تقضي هذه الحشرة معظم دورة حياتها (البالغة واليرقات) في النواة وتتغذى على الاندوسبيرم، ينتج عن ذلك تغيرات في التركيب الفيزيائي والكيميائي للحبوب مما يؤثر على الخصائص الريولوجية (التصنيعية) للدقيق الذي يتم الحصول عليه من هذه الحبوب المصابة.
عادةً ما يتم التعبير عن الأضرار التي تتأثر بوجود هذه الآفة بحيث أن المحصول المصاب غير صالح للاستهلاك البشري ويجب التخلص منه.
الفريق بين الحبوب السليمة والحبوب المصابة بثاقبة الحبوب الصغرى
رابط فيديو:
شاهد كيف تقوم هذه الحشرة Rhyzopertha dominica بثقب ونخر حبة القمح، وكيف تؤثّر على الخصائص الكيميائية والفيزيائية لدقيق القمح
دراسات سابقة:
هناك العديد من الدراسات التي تمت على قدرة مثل هذه الحشرات على إصابة أنواع مختلفة من الحبوب وخاصة القمح، والأثر الذي تتركه على الصفات الكيميائية والريولوجية للدقيق الناتج من هذه الحبوب المصابة، والخروج ببعض التوصيات التي تخدم عملية التخزين لتفادي الخسائر للمواد المخزونة عامة والحبوب بشكل خاص.
القدرة على الإصابة:
أجريت دراسة لتحديد قدرة حشرة ثاقبة الحبوب الصغرى على إصابة عشرة أصناف من حبوب القمح المحفوظة في سنابلها بإجراء عدوى صناعيّة لها ومقارنة ذلك مع قدرتها على الإصابة للحبوب المفرطة لنفس الأصناف، وأكدت نتائج الدراسة عدم قدرة ثاقبة الحبوب الصغرى على إصابة حبوب القمح الحفوظة داخل سنابلها مع تكرار الإجراء لثلاث مرات وأنّ جميع الحشرات ماتت خلال مدة أقصاها 10 أيام بعد وضعها مع سنابل القمح، من ناحية أخرى كانت نسبة الإصابة للحبوب المفرطة لنفس الأصناف متباينة بلغت في معدلها 52.3 % . (أسامة سعيد محمد، 2013)
نسبة الإنبات:
أظهرت دراسة أخرى انخفاض نسبة الإنبات في الحبوب المصابة مقارنة مع حبوب سليمة إذ بلغت في معدلها 32.3 %، مما يدل على تأثير الحشرة على أجنّة الحبوب والتي تغذت عليها مما جعلها غير صالحة للزراعة والإنتاج، يُعتبر صنف شام 1 أقل الأصناف تأثيراً بالإصابة لصفة نسبة الإنبات، وهذا يعود إلى حجم الحبوب وسمكها وكمية الاندوسبيرم فيها ومكوناتها من الكربوهيدرات والدهون وغيرها، مما يمكن للحشرة تمييزها وتفضيل نوع على آخر بناءً على التمييز وحاسة الشم القوية التي تتصف بها كثير من الحشرات. (العزاوي ومهيدي، 2001)
نسبة الغلوتين:
انخفاض نسبة الغلوتين في الحبوب المصابة إلى 19.9 % وهي نسبة غير مقبولة لصناعة الخبز، إنّ انخفاض نسبة الغلوتين يؤدي إلى ضعف الشبكة الغلوتينيّة للعجين الذي يُصنع من دقيق هذه الحبوب ويعطي مواصفات غير مقبولة للناتج النهائي من حيث الحجم والنفاشيّة والقوام إضافة إإلى انخفاض في نسبة البروتين للحبوب المصابة لإن البروتين يشكل 80 % من الغلوتين، وأنّ نقص الغلوتين يُعطي الدقيق صفة السيولة ونقص المطاطية والتماسك خلال فترة 3 أشهر من الإصابة.(الصالح عبود، 2013)
نسبة اللزوجة:
أكدت جميع الدراسات ارتفعت نسبة اللزوجة في الحبوب المصابة وكانت عالية جداً وبلغت معدلاً قدره 901 B.U وهي خارج الحدود المقبولة التي يجب ألّا تزيد عن 600 B.U في الحبوب السليمة كما أكده اختبار جهاز الأميلوغراف، وارتفاع اللزوجة يُعزى إلى انخفاض كميات النشاء في الدقيق المصاب. (الصالح، الجوري والحمّادة، 2014)
الصفات الحسيّة:
كانت هناك أدلة واضحة على مدى تأثير الإصابة بثاقبة الحبوب الصغرى على مجمل الصفات الحسيّة (الداخلية والخارجية) للطحين الناتج عن هذه الحبوب وجعله غير مقبول من الناحية التصنيعية ومخالفاً للمواصفات المطلوبة للطحين المستخدم في صناعة الخبز وبعض المعجنات الأخرى.
الخاتمة / Conclusion:
- أوضحت نتائج الأبحاث، أنّ إصابة حبوب القمح بثاقبة الحبوب الصغيرة Dominica يؤدي إلى تدهور في الصفات التكنولوجية والتصنيعية للدقيق الناتج، فمن الضروري اتخاذ جميع تدابير الحماية من أجل الحفاظ على الجودة التصنيعية والريولوجيّة للقمح.
- تختلف نسبة الإصابة بين صنف وآخر حسب حجم الحبوب وصلابتها ونسبة الدهون التي تحتويها، لذلك لابد من اختيار أصناف القمح المقاومة للإصابات الحشرية والآفات ضمن إجراءات الحماية المتكاملة، مثل صنف شام 1 وشام 3، وشام 5 .
- يُنصح بتخزين حبوب القمح بدرجة رطوبة أقل من 12% مع التأكد من نظافة الحبوب وخلوّها من الكسر و الشوائب التي تعتبر بيئة صالحة لنمو الحشرات و تكاثرها.
- يعتبر الفحص الدوري للحبوب المخزونة (كل أسبوعين أو كل شهر على الأقل) أمراً بالغ الأهمية، حتى لا تتطور الإصابة و يصعب علاجها فيما بعد.
المراجع / References:
- د. عبود الصالح، 2012 بعض الخصائص الفيزيائية والكيميائية والريولوجية لعينات قمح الخبز السورية والإنجليزية – الأغذية 2012، المجلد. 1 ، العدد 1 ، الصفحات 3-17.
- (الصالح، الجوري، الحمادة)، 2013، دراسة الخواص الريولوجية لبعض أصناف القمح السوري الطري المعتمدة حديثاً – مجلة جامعة الفرات للبحوث والدراسات العلمية ، 2013 ، المجلد 8 ، العدد 30 ، ص 291-315
- أسامة سعيد محمد، 2013، مقارنة تأثير الإصابة بثاقبة الحبوب الصغرى (Rhyzopertha dominica . F) لعشرة أصناف من القمح قبل وبعد عملية الدراس.
- بعض المراجع والأبحاث الإلكترونية المنشورة:
https://magrj.mosuljournals.com/article_76057_d2b06fd90161356a476ec2df0901515a.pdf