الزراعة الدائمة – الزراعات في مساحات صغيرة
الزراعة الدائمة كمصطلح هي جديدة في عالمنا العربي الان انها مطبقة منذ القدم ويتم العودة اليها على مستوى العالم بعد التغيرات والاضرار التي سببتها الثورة الصناعية على المصادر الطبيعية ولاسيما التربة والمياه والغابات والتنوع الحيوي وغيرها من الاضرار الصحية على الانسان في النهاية.
تعرف الزراعة الدائمة (الأصيلة) بأنها العودة الى الطبيعة (العودة الى طرق زراعة الآباء والأجداد)، فهي تجمع بين الأساليب العلمية الحديثة والخبرات المحلية وطرق المعيشة من أجل الانتقال من مجتمع مستهلك الى مجتمع منتج للغذاء.
يعتمد هذا النظام على استخدام المواد والمصادر الطبيعية المتوفرة في البيئة المحلية بأقل التكاليف دون الحاجة لاستعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية. حيث نحافظ فيه على الأصناف المحلية (نستخدم البذور البلدية) ونحافظ على خصوبة التربة من خلال استخدام الأسمدة العضوية وتصنيعها مثل الكومبوست من مخلفات النباتات في الحديقة نفسها وكذلك نعيد استخدام المواد العضوية ومخلفات المنزل ولاسيما المخلفات العضوية الناتجة من المطبخ وكذلك المواد المتوفرة لدينا مثل العبوات والصناديق وغيرها في زراعة بعض النباتات او تحضير احواض الزراعة، كذلك ويتم ترشيد استخدام المياه ولاسيما المياه الرمادية التي هي محور رئيسي في حديثنا عبر هذه السلسلة من المدونات.
العمل في الحدائق المنزلية وإنتاج الغذاء والاعتماد على النفس يشعر الانسان براحة نفسية كبيرة ويجعله يشعر بالحيوية والنشاط. يقول احد المستفيدين “مافي أحلى واطيب من الأكل بعد العمل او شرب الشاي بجانب الحديقة وبين نباتات قمت بزراعتها بنفسك”.
مزيد من المعلومات حول اهمية الحدائق المنزلية والمجتمعية والأمور الواجب مراعاتها لانتاج الغذاء في مساحات صغيرة تجدونها في الحلقة التالية لمدونة أصوات زراعية مع الدكتور شاهر عبد اللطيف.
المياه الرمادية
يشير مصطلح المياه الرمادية إلى جميع المياه المستعملة والناتجة من الاستخدام المنزلي فيما عدا مياه صرف المراحيض، كما يطلق عليها أيضا مياه الصرف الصحي الخفيفة. فهي التي تأتي من الاستحمام وغسيل الثياب والأطباق والمغاسل وأحواض المطبخ.
غالبا ما يتم هدر المياه الرمادية من خلال تصريفها في شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار في المدن والمناطق الحضرية او شبه الحضرية.
من مزايا المياه الرمادية: انها متوفرة بالمنزل وبالتالي لايوجد تكاليف إضافية لاستخدامها في الري ، بل ان استخدامها يقلل من تكاليف الري وإنتاج الغذاء ، كما ان إعادة استخدام المياه الرمادية في الري يعتبر من وسائل ترشيد استخدام المياه وبالتالي توفير المياه للشرب والاستخدامات المنزلية والمحافظة على المصادر الطبيعية للمياه ولاسيما المياه الجوفية.
من الأمور الواجب مراعاتها لاستخدام المياه الرمادية: التقليل من استخدام المنظفات الكيمياوية واستخدام المياه الرمادية خلال مدة قصيرة وترسيب المواد العضوية العالقة بها واختيار طريقة المناسبة .. الخ
مزيد من المعلومات حول اهمية المياه الرمادية وطرق استخدامها في ري النباتات والأمور الواجب مراعاتها لانتاج الغذاء في مساحات صغيرة تجدونها في الحلقة التالية لمدونة أصوات زراعية مع الدكتور شاهر عبد اللطيف.
حصاد المياه
يرتبط الامن الغذائي والموارد المائية بشكل كبير حيث لا يمكن أن يكون هناك أمن غذائي بدون توفر مصادر المياه اضافة الى ان ندرة المياه ستنعكس سلبا على الوضع المعيشي والاجتماعي والاقتصادي والصحي للمجتمعات. لذلك يجب علينا أن نضع استراتيجيات وخطط لتوفير المياه والاستخدام الأمثل لها وذلك من خلال تخزينها واستعمالها بشكل مستدام.
وبشكل عام يمكن ان نقول ان حصاد المياه هو عبارة عن تجميع مياه الأمطار من الاسطح بمختلف انواعها والمسطحات الارضية مثل الساحات المرصوفة والطرقات المعبدة التي تستقبل الأمطار خلال موسم الهطول المطري والذي يبدأ عادة في منطقتنا في نهاية الخريف وينتهي بنهاية الربيع من أجل الاستفادة من المياه المتجمعة عند توقف الهطولات المطرية والحاجة للمياه خلال أشهر الصيف بشكل رئيسي.
يمكن تخزين مياه الأمطار وفق شكلين رئيسيين الشكل الأول يكون في ضمن مستجمعات مائية والشكل الثاني يكون في طبقات التربة. حيث يمكن تخزين مياه الأمطار في خزانات أرضية محفورة في الصخر أو في خزانات اسمنتية أو غيرها، ويمكن أيضاً اتباع بعض الأسليب الزراعية ولاسيما في التربة لزيادة قدرتها على الإحتفاظ بالمياه مثل المصاطب والمدرجات وزيادة محتوى التربة من العناصر العضوية.
مزيد من المعلومات حول اهمية حصاد مياه الأمطار وطرق تجميعها واستخدامها في ري النباتات والأمور الواجب مراعاتها لانتاج الغذاء في مساحات صغيرة تجدونها في الحلقة التالية لمدونة أصوات زراعية مع الدكتور مناف الدخيل.
رطوبة التربة وأهميتها
الماء هو أحد أهم الموارد الطبيعية اللازمة لاستمرار الحياة فهو كما يقال شريان الحياة. تعتبر التربة أحد أهم الأماكن التي يتم تخزين المياه فيها سواء على السطح مثل الأنهار او بداخلها مثل المياه الجوفية.
رطوبة التربة هنا نقصد بها نسبة الماء في التربة او في الطبقة السطحية التي تنمو فيها جدور النباتات. حيث يتم تخزين الماء بين مسامات وفراغات التربة لتكون متاحة للنبات وتساعد في نموه. رطوبة التربة مهمة جدا لنمو النباتات فيها حيث تحصل النباتات على الماء والعناصر المعدنية اللازمة لنموها وكذلك تساعد على نمو الجذور وبالتالي تثبيت النبات في التربة. فالرطوبة المناسبة هي التي توفر احتياجات النبات وبالتالي ين النبات فيها بشكل جيد.
هناك نباتات تحتاج الى رطوبة عالية مثل الخضار الورقية بشكل عام ولاسيما الخس، وهناك نباتات تحتاج الى رطوبة اقل او تنمو في رطوبة تربة اقل مثل الخضار الصيفية مثل البطيخ والقرع وغيرها …
وبشكل عام: رطوبة التربة الجيدة والمناسبة تزيد من نمو النباتات وبالتالي تعطي إنتاجية عالية وكلما انخفضت او زادت هذه الرطوبة فإنها تتأثر سلبا على الإنتاج، أي ان زيادة الرطوبة او اري ونقص الرطوبة او الري يقلل الإنتاج. هذه الأمور مهمة ويجب اخذها بعين الاعتبار عند التخطيط لزراعة الحديقة المنزلية مثلا نختار أنواع نباتية مناسبة حسب المساحة المتوفرة لدينا ولكن الأهم هو اختيارها حسب كمية المياه المتوفرة لدينا ولاسيما في فصل الصيف.
مزيد من المعلومات حول رطوبة التربة اهمية مخزونها من المياه لنمو النباتات وطرق تحسين قدرة التربة على حفظ المياه والأمور الواجب مراعاتها لانتاج الغذاء في مساحات صغيرة تجدونها في الحلقة التالية لمدونة أصوات زراعية مع الدكتورة إسراء المشهور.