المنتجات الثانوية للزيتون – البيرين
تشتهر محافظتي حلب وادلب بزراعة أشجار الزيتون والتي يقدر عددها بأكثر من 20 مليون شجرة في طور الإنتاج. وتعتبر زراعة الزيتون من أهم الزراعات البعلية في سورية التي تعتبر الموطن الأصلي لها حيث زرعت قبل آلاف السنين وارتبطت بحياة وعادات المجتمع وأصبحت تشكل حيزاً هاماً في تراثه وثقافته. وللزيتون في سورية أهمية اقتصادية متميزة حيث إنه مصدر الرزق والمعيشة لشريحة واسعة من المزارعين وأصحاب المعاصر، كما أنه يزرع في الأراضي الأقل خصوبة والتي لا تصلح للزراعات الأخرى في كثير من الأحيان. تراجعت زراعة الزيتون منذ عام 2011 وتراجع الإنتاج لأكثر من 30% حسب التوقعات في ظل الصراع وارتفاع تكاليف الإنتاج وانتشار المخيمات العشوائية والعمليات العسكرية التي أدت الى حرق وقطع الآلاف من هذه الشجرة المباركة.
يعتبر زيت الزيتون المنتج الرئيسي لهذه الشجرة بالإضافة الى زيتون المائدة. وفي العشر سنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بتصنيع البيرين وهو البقايا الصلبة الناتجة عن عصر الزيتون لاستخراج الزيت. حيث ازداد الطلب على البيرين كبديل للوقود من اجل التدفئة نظرا لأسعاره المنخفضة نسبيا ولاسيما لدى الأسر الفقيرة الغير قادرة على تأمين الوقود المستخدم عادة في التدفئة في سورية. يتضمن الفيديو مقابلة مع أحد منتجي البيرين ليحدثنا عن بداية تصنيع البيرين وطرق تصنيعه واهم منتجاته واستخداماتها واهم النقاط التي يجب مراعاتها في التصنيع والاستهلاك. الجدير ذكره ان انتاج البيرين يعتبر أحد الحلول الصديقة للبيئة لتدوير مخلفات عصير الزيتون، كما يعتبر بديل جيد للأخشاب ويغني عن قطع الأشجار لأغراض التدفئة. وبالتالي يعتبر انتاج البيرين وتوفيره في المجتمعات المحلية من اهم الحلول المستدامة لإيقاف قطع الأشجار الحراجية وبالتالي الحفاظ على الغابات والغطاء النباتي ومواجهة مخاطر التغير المناخي.